عادة ما تتبع السيارات رباعية الدفع مفاهيم خاصة في التصميم والبناء وطبيعة أدائها وشخصيتها على الطريق، فكونها سيارة صممت لتعبر كل الحواجز، وتذهب إلى أطراف اليابسة دون ملل، يعطيها الكثير من الصرامة في الشخصية، والشراسة في المظهر والعنف في الأداء.
وعلى العكس، تأتي السيارات الرياضية بألوانها الجذابة وتجهيزاتها التقنية المتقدمة وأدائها الرشيق، لتوفر لك تجربة خاصة يمكنك من خلالها التلاعب بحدود الأداء والسرعة، وباختلاف المفاهيم والشخصيات عادة ما يلجأ الكثيرون إلى الحصول على سيارة من كل فئة، لتناسب الاحتياجات اليومية له، وهي عادة يبدو أنها لم تعد تروق للعاملين بمجموعة BMW، لتعمل الشركة على مزج الشخصيتين في حُلة واحدة تحمل الاسم الكودي X5.
جينات وراثية
كثيرون امتلأت وجوههم بعلامات التعجب بمجرد تجربة الجيل الأول من BMW X5 في أواخر التسعينيات، فعلى الرغم من الخبرة المنعدمة لـBMW في مجال الدفع الرباعي، فإنها استطاعت أن تخرج بسيارة رائعة خارج الطرقات، وذات مميزات كثيرة في جانب التنقل خارج الحدود الطبيعية للسيارات، وفى نفس الوقت سيارة بطابع رياضي لافت للأنظار، وتحمل داخل مقصورتها جميع ما اعتاد عليه مُلاك الفئة الثالثة والفئة الخامسة من رفاهية ورياضية.
وحقيقة فإن هذا الفضل لا يعود إلى عبقرية مطوري BMW فقط، وإنما يمتد الأمر إلى صفقة تجارية مدروسة بعناية قامت بها المجموعة عام 1994، حيث حصلت BMW على شركة لاندروفر من مجموعة روفر البريطانية، ولم تكن نية BMW حينها العمل على تطوير العلامة التجارية للاندروفر من جديد، بل أرادت الشركة أن تعمل لاندروفر بخبرتها ومواردها تحت السقف البافاري لإنتاج الفئة الغائبة، والتي دوماً ما حصد فيها الأعداء النجاح وحدهم، دون أية منافسة تذكر.
وفى خلال خمسة أعوام من الاستحواذ على لاندروفر، وبمشاركة طراز رانج روفر في العديد من مكوناته، أطلقت BMW سيارتها الجديدة للدفع الرباعي X5، التي أصبحت في ليلة وضحاها رمزاً لسيارة الدفع الرباعي الرياضية، والتي تفوقت على جميع المنافسين بلا أي صراع، وانتشلت BMW من العديد من الأزمات المالية في وقت حرج.
جيل جديد أكثر تطوراً
ولكن الأمور لا تسير هكذا، وعلى كل جيل أن يسلّم الراية في الموعد للجيل التالي، لتبقى السيارة على قدر المنافسة، وحقيقة قد سلم الجيل السابق من X5 الراية في الموعد وبالشكل المناسب للجيل الجديد، حيث أصبحت السيارة خارجياً ذات خطوط مفتولة العضلات، تناسب تماما شخصيتها، إضافة إلى البصمة التصميمية الرائعة للمقدمة، فالمصابيح جاءت متقنة التصميم بحلقاتها الأربع المضيئة التي تحتضن فتحتي التهوية الشهيرتين لـBMW، إلى جانب ذلك يأتي الصادم الأمامي ذو الفتحات الكبيرة التي توحي بشراسة السيارة وشخصيتها القوية، وكأنها على وشك التهام الطريق.
أما المحرك فقد حصل على الموقع الأكثر تميزاً في المقدمة، حيث العضلات الواضحة لغطاء المحرك، والتي تستكمل لغة التصميم في الجانب بأقواس العجلات المنتفخة، وخط التصميم الوسطي الذى يربط الأمام بالخلف بشكل رائع، ففي الخلف تأتي المصابيح الرئيسية ذات الإضاءة الـLED الحمراء كبيرة الحجم، إضافة إلى فتحتي العادم واللتين تنفثان غضب X5 على الطريق وتعبران عن قوة المحرك.
المحرك والأداء
زودت BMW سيارتها الكبيرة X5 بالعديد من خيارات القوة التي تبقيها في منافسة نشطة مع باقي سيارات تلك الفئة، ولتلبي جميع احتياجات عملاء الشركة، البداية مع طراز X5 xDrive35i والذي يعمل بمحرك من ستة سلندرات على خط واحد سعة 3 لترات، ومزود بشاحن هواء تربو، وهو محرك غاية في التطور من BMW يوفر معدل استهلاك جيدا للوقود، واستجابة رائعة تحت ظروف الأداء لاعتماده على نظام حقن مباشر للوقود عالي الدقة، إضافة إلى توربينات مزدوجة لشاحن الهواء تسمح للمحرك بالوصول إلى سرعة 100 كم في الساعة بمساعدة ناقل الحركة الأوتوماتيكي ذي الثماني سرعات خلال 6.4 ثوان، وهو ما يساوي تقريباً تسارع محرك الـV8 من الجيل الأول من X5.
الطراز التالي هو طراز X5 xDrive50i الذي يتحمل مسئولية الأداء الأفضل لسيارة X5 بمحركه الـV8 سعة 4.4 لترات، والمزود بشاحني هواء تربو تشارجر ليطلق 400 حصان و609 نيوتن / المتر من العزم، ما بين 1750 وحتى 4500 لفة في الدقيقة، ويرجع التميز في أداء هذا المحرك إلى بنائه بالكامل من الألمنيوم، مما يخفف وزن أجزائه، ويسمح لها بالعمل بحرية وسرعة أكبر، إضافة إلى نظام حقن الوقود المباشر، وتطبيق مفهوم الضغط العكسي الجديد من BMW، وكذلك اعتماد نظام Vanos لتغيير توقيت فتح وغلق الصمامات للمحرك، والخلاصة تسارع من الثبات وحتى سرعة 100 كم في الساعة خلال 5.4 ثوان، لهذا الطراز بفضل أداء الدفع الكلي وناقل الحركة الأوتوماتيكي ذي الثماني سرعات.
طراز X5 M الرياضي.. لهواة المتعة القصوى
وعلى الرغم من الأداء المتميز لطرازات X5 العادية، فالمزيد في الطريق إلى عشاق الرياضية من فرع BMW الرياضي M، والذى قدم وعلى عكس المتوقع نسخته الخاصة من X5، بعدما صرّح مسئول بالفرع أن علامة M لن تشهد يوماً سيارة دفع رباعي.
الطراز الرياضي حصل خارجياً على تصميم أكثر سخونة بزيادات رياضية حول جسد السيارة، وعجلات معدنية رياضية أكبر بقياس 20 بوصة بدلاً من الأصلية، وغلى جانب التعديلات الخارجية، حصلت السيارة على نظام تعليق متطوّر للغاية من M يسمح لـX5 بالانطلاق على حلبات السرعة كأي سيارة كوبيه رياضية، بمساعدة أنظمة التحكم والثبات الإليكترونية والتي أعيدت برمجتها بالكامل لتتناسب مع حجم ووزن وأداء السيارة الجديد.
تحت الغطاء الأمامي، حصلت تلك النسخة على وحش حقيقي سعة 4.4 لترات V8 بقوة 555 حصان وعزم 680 نيوتن / المتر، مما وفر لـX5 M انطلاقة من الثبات وحتى سرعة 100 كم في الساعة خلال 4.7 ثوان، إضافة إلى سرعة قصوى محددة إليكترونيا عند 250 كم في الساعة.
التجهيزات والمقصورة
تأتي X5 بمقصورة رحبة تتسع لأسرة كاملة من سبعة أفراد، تستقبلهم السيارة بكل رحابة وبتجهيز جيد يناسب الرحلات الطويلة سواء للركاب في الأمام أو الخلف، أما السائق فقد حصل على عناية خاصة لتصبح تجربة قيادة X5 بالنسبة له متعة في حد ذاتها بإحاطته بأفضل الخامات، وبالتنظيم والتصميم الجيد للأدوات وجعلها جميعها في متناول اليد دون تشتيت.
وتوفّر طرازات X5 المختلفة العديد من التجهيزات منها نظام التكييف متعدد المناطق، ونظام ملاحة متطور ونظام الإضاءة التفاعلية بتقنية الزينون، والتي تتحرك مع مقود القيادة ومستشعرات للضوء وللأمطار، ومثبت سرعة وإنذار ضد السرقة ومرايا ذاتية التعتيم، وفتحة سقف بانورامية ونظام صوتي متطور يمكنه توصيله بأحدث الأجهزة الموسيقية، ومزود كذلك بنظام بلوتوث لربط الهاتف، وكذلك بنظام صوتي ليتعامل السائق مع وظائف السيارة في أثناء السير دون رفع تركيزه عن الطريق.
وتوفر السيارة كذلك في جانب الراحة مقاعد داعمة للسائق في أثناء القيادة الرياضية، ومغطاة بجلود نادرة، إضافة إلى تحكم كهربائي في المقعدين في الأمام، وذاكرة لمقعد السائق، ووضعية المرايا والمقود، أما عاشقو شعارات M الرياضية، فلهم حرية اختيار مقود ومقاعد وأرضيات من فرع M الرياضي كحُليّات داخل السيارة لمن لا يستطيع الحصول على سيارة X5 M.
EmoticonEmoticon