منظومة كبير معقدة الخيوط، بروتوكولات وقوانين قد وضعت لتمحو قواعد عرفت على مر السنين، وتعيد من جديد تقسيم مناطق السيطرة، بحيث يصبح النجاح كلغز لا يمكن تفسيره سواء من المنافسين أو من العامة.
فبشعبية كبيرة ومقومات تسويقية وتنافسية لا يمكن مجاراتها، وبقدرة هندسية وتسويقية قادرة على إزاحة جميع القوانين جانباً، سيطرت نيسان GT-R على قطاع كبير من عالم سيارات الأداء، وأنهت إمبراطورية بورشه 911 وشيفروليه كورفيت وغيرهم، ممن امتلكوا زمام تلك الفئة لسنوات، لتصبح وكأنها منظّمة غامضة تتلاعب بالأمور بخيوط لا تُرى أطرافها، بشكل يثير الغموض تماماً مثلما اعتادت المدرسة الإجرامية اليابانية على إدارة أمورها تحت مسمى ياكوزا.
البداية أقدم بكثير من نيسان GT-R التي يعرفها العالم حالياً، ففي 1957 أطلقت نيسان أولى سياراتها الرياضية من عائلة سكاى لاين، والتي استمرت لإحدى عشر جيلا متتالية، حتى عام 2006، قدمت خلالها مجموعة من أكثر السيارات نجاحاً على الإطلاق، وأكثرها شهرة بين محبي السباقات والتعديل حول العالم.
وفى عام 2001، وقبل اختفاء شعار GT-R من خطوط إنتاج نيسان بعام واحد، قرر كارلوس غصن رئيس مجلس إدارة الشركة، أن يعيد نيسان إلى قلب المنافسة من جديد، وبشكل أقوى مما اعتادت عليه، حيث قرر العمل على جيل جديد من سكاى لاين، ولكن للمرة الأولى بفكر وأهداف جديدة لا تنتمي للعائلة، ليصبح بداية جديدة لنيسان في عالم سيارات الأداء، لا ترث من أسلافها إلا اللقب الرياضي الشهير GT-R فقط، وبمهمة هي الأكثر صعوبة على الإطلاق في تاريخ تلك العائلة الرياضية، وهى الإطاحة بسيارة بورشه 911، والتي تعد الأب الروحي للسيارات الرياضية في عقر دارها.
الظهور الأول للمشروع الجديد، كان خلال فعاليات معرض طوكيو الدولي للسيارات في العام 2001، والذي قدمت فيه نيسان نموذجا تجريبيا يحمل اسم GT-R سيكون -على حد تعبير الشركة- المستقبل لعلامة الشركة الرياضية، ومن ثم في عام 2005 عادت النسخة التجريبية للظهور من جديد أيضا في معرض طوكيو، ولكن بتصميم أكثر واقعية، وبخطوط أكثر أناقة، وبأخبار حابسة للأنفاس، عن كون التجريبية المقدمة تحمل حوالي 80% من مكونات الطراز التجاري الذي سيطرح قريباً من نيسان في الأسواق.
لم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، فمجرد التفكير في منافسة شركة بوزن وخبرة بورشه الألمانية، يعد كابوسا لأكبر شركات السيارات في العالم، فما بالك بمنافستها في حقلها الخاص ومواجهة أعتى فرسانها في الأسواق العالمية، فبينما ظن الجميع أن كارلوس غصن يهذي وأن طموحه قد أخذه بعيداً عن الصواب تلك المرة، كان غصن ومن حوله من العاملين بنيسان قد أخذوا الأمر كتحدٍ لليابان أمام ألمانيا، وليس كمشروع قابل للمكسب أو الخسارة، وهو ما ساعدهم على خلق تلك الأسطورة الرياضية.
بعد طرح السيارة في عام 2007، أسرعت نيسان للعمل على تحطيم زمن النربرجرنج الذي حققته بورشه 911 لتؤكد تفوقها عليها في جانب الأداء، بعد أن حطمتها فعلياً على الأوراق بثمنها الذي يصل إلى حوالي ثلث ثمن 911، وأدائها الأكثر حدة، التجربة الأولى لنيسان تُوّجت بالنجاح، حيث أعلنت الشركة عن تحقيق سيارتها لزمن 7 دقائق و 29 ثانية على الحلبة دون إجراء أي تعديلات على السيارة، لتطيح بزمن 911، ويثار غضب بورشه وتعلن عن تلاعب نيسان بالأرقام، وأنها قد أجرت اختبارا للسيارة بنفسها، ولم تحقق أسرع من 7 دقائق و 54 ثانية، وهو ما جعل تصريحات بورشه تبدو طفولية، بعد أن أعلنت المجلات العالمية الشهيرة -مثل مجلة سبورت اوتو- عن تحقيقها لزمن 7 دقائق و38 ثانية بالسيارة على الحلبة، دون إجراء أي تعديلات، وهو ما يشير إلى صدق نيسان في الأرقام المعلنة، ورجوع الفارق الزمني إلى مهارة سائقي نيسان للاختبارات، القادرين على دفع السيارة إلى آخر حدودها في الأداء.
واستمرت المعركة التي استخدمت فيها بورشه جميع نسخ 911، والتي تبتعد سعرياً بفوارق تصل إلى أضعاف عن نيسان GT-R، لتثبت تفوقها، ولكن يائسة لم تكن على استعداد للنسخة الأكثر شراسة من GT-R.
أرادت نيسان أن تبتعد أكثر عن حدود الأداء المتواضعة لسيارة بورشه 911، ولذا أطلقت الشركة نسختها الجديدة للعام 2011 من GT-R والتي أصبحت أكثر رياضية وأكثر شراسة من أي وقت مضى، فالتصميم الخارجي جاء عنيفا ذا عضلات بارزة على غطاء المحرك، وفتحة تهوية سفلية كبيرة بالإضافة إلى أعين السيارة الطولية في الجانبين، ومصابيح الـ LED النهارية، وفى الجانب انطلقت الخطوط بهدوء متسللة من تحت خط السقف المنخفض، حتى الوصول إلى الجناح الخلفي الكبير، وإلى فتحات العادم الرباعية والمغطاة بالكروم، التي تنفس غضب GT-R على الطريق، مع الإبقاء على الخطوط الخلفية العامة دون تعديلات جوهرية.
الايروديناميكية تم تحسينها كثيراً أيضا، حيث أصبح معامل الانسيابية للسيارة 0.26 Cd بدلا من 0.27 وهو معدل انسيابية جيد جدا، فضلا عن تحسين عملية استغلال الهواء في دفع السيارة إلى الأسفل ( Downforce ) بمقدار 10%، وهو ما يعزّز ثباتها على السرعات المرتفعة وفى المنعطفات، أيضا تمت إعادة تصميم القطع الايروديناميكية المساعدة في الصادم الأمامي، وإعادة تصميم فتحات التهوية، بما يسمح بمزيد من الثبات للسيارة، وبمرور كمية أكبر من الهواء إلى مبردات المحرك وأقراص الفرامل.
فبشعبية كبيرة ومقومات تسويقية وتنافسية لا يمكن مجاراتها، وبقدرة هندسية وتسويقية قادرة على إزاحة جميع القوانين جانباً، سيطرت نيسان GT-R على قطاع كبير من عالم سيارات الأداء، وأنهت إمبراطورية بورشه 911 وشيفروليه كورفيت وغيرهم، ممن امتلكوا زمام تلك الفئة لسنوات، لتصبح وكأنها منظّمة غامضة تتلاعب بالأمور بخيوط لا تُرى أطرافها، بشكل يثير الغموض تماماً مثلما اعتادت المدرسة الإجرامية اليابانية على إدارة أمورها تحت مسمى ياكوزا.
البداية والهدف
البداية أقدم بكثير من نيسان GT-R التي يعرفها العالم حالياً، ففي 1957 أطلقت نيسان أولى سياراتها الرياضية من عائلة سكاى لاين، والتي استمرت لإحدى عشر جيلا متتالية، حتى عام 2006، قدمت خلالها مجموعة من أكثر السيارات نجاحاً على الإطلاق، وأكثرها شهرة بين محبي السباقات والتعديل حول العالم.
وفى عام 2001، وقبل اختفاء شعار GT-R من خطوط إنتاج نيسان بعام واحد، قرر كارلوس غصن رئيس مجلس إدارة الشركة، أن يعيد نيسان إلى قلب المنافسة من جديد، وبشكل أقوى مما اعتادت عليه، حيث قرر العمل على جيل جديد من سكاى لاين، ولكن للمرة الأولى بفكر وأهداف جديدة لا تنتمي للعائلة، ليصبح بداية جديدة لنيسان في عالم سيارات الأداء، لا ترث من أسلافها إلا اللقب الرياضي الشهير GT-R فقط، وبمهمة هي الأكثر صعوبة على الإطلاق في تاريخ تلك العائلة الرياضية، وهى الإطاحة بسيارة بورشه 911، والتي تعد الأب الروحي للسيارات الرياضية في عقر دارها.
الظهور الأول للمشروع الجديد، كان خلال فعاليات معرض طوكيو الدولي للسيارات في العام 2001، والذي قدمت فيه نيسان نموذجا تجريبيا يحمل اسم GT-R سيكون -على حد تعبير الشركة- المستقبل لعلامة الشركة الرياضية، ومن ثم في عام 2005 عادت النسخة التجريبية للظهور من جديد أيضا في معرض طوكيو، ولكن بتصميم أكثر واقعية، وبخطوط أكثر أناقة، وبأخبار حابسة للأنفاس، عن كون التجريبية المقدمة تحمل حوالي 80% من مكونات الطراز التجاري الذي سيطرح قريباً من نيسان في الأسواق.
الجولة الأولى
لم تكن المهمة سهلة على الإطلاق، فمجرد التفكير في منافسة شركة بوزن وخبرة بورشه الألمانية، يعد كابوسا لأكبر شركات السيارات في العالم، فما بالك بمنافستها في حقلها الخاص ومواجهة أعتى فرسانها في الأسواق العالمية، فبينما ظن الجميع أن كارلوس غصن يهذي وأن طموحه قد أخذه بعيداً عن الصواب تلك المرة، كان غصن ومن حوله من العاملين بنيسان قد أخذوا الأمر كتحدٍ لليابان أمام ألمانيا، وليس كمشروع قابل للمكسب أو الخسارة، وهو ما ساعدهم على خلق تلك الأسطورة الرياضية.
بعد طرح السيارة في عام 2007، أسرعت نيسان للعمل على تحطيم زمن النربرجرنج الذي حققته بورشه 911 لتؤكد تفوقها عليها في جانب الأداء، بعد أن حطمتها فعلياً على الأوراق بثمنها الذي يصل إلى حوالي ثلث ثمن 911، وأدائها الأكثر حدة، التجربة الأولى لنيسان تُوّجت بالنجاح، حيث أعلنت الشركة عن تحقيق سيارتها لزمن 7 دقائق و 29 ثانية على الحلبة دون إجراء أي تعديلات على السيارة، لتطيح بزمن 911، ويثار غضب بورشه وتعلن عن تلاعب نيسان بالأرقام، وأنها قد أجرت اختبارا للسيارة بنفسها، ولم تحقق أسرع من 7 دقائق و 54 ثانية، وهو ما جعل تصريحات بورشه تبدو طفولية، بعد أن أعلنت المجلات العالمية الشهيرة -مثل مجلة سبورت اوتو- عن تحقيقها لزمن 7 دقائق و38 ثانية بالسيارة على الحلبة، دون إجراء أي تعديلات، وهو ما يشير إلى صدق نيسان في الأرقام المعلنة، ورجوع الفارق الزمني إلى مهارة سائقي نيسان للاختبارات، القادرين على دفع السيارة إلى آخر حدودها في الأداء.
واستمرت المعركة التي استخدمت فيها بورشه جميع نسخ 911، والتي تبتعد سعرياً بفوارق تصل إلى أضعاف عن نيسان GT-R، لتثبت تفوقها، ولكن يائسة لم تكن على استعداد للنسخة الأكثر شراسة من GT-R.
GT-R من جديد
أرادت نيسان أن تبتعد أكثر عن حدود الأداء المتواضعة لسيارة بورشه 911، ولذا أطلقت الشركة نسختها الجديدة للعام 2011 من GT-R والتي أصبحت أكثر رياضية وأكثر شراسة من أي وقت مضى، فالتصميم الخارجي جاء عنيفا ذا عضلات بارزة على غطاء المحرك، وفتحة تهوية سفلية كبيرة بالإضافة إلى أعين السيارة الطولية في الجانبين، ومصابيح الـ LED النهارية، وفى الجانب انطلقت الخطوط بهدوء متسللة من تحت خط السقف المنخفض، حتى الوصول إلى الجناح الخلفي الكبير، وإلى فتحات العادم الرباعية والمغطاة بالكروم، التي تنفس غضب GT-R على الطريق، مع الإبقاء على الخطوط الخلفية العامة دون تعديلات جوهرية.
الايروديناميكية تم تحسينها كثيراً أيضا، حيث أصبح معامل الانسيابية للسيارة 0.26 Cd بدلا من 0.27 وهو معدل انسيابية جيد جدا، فضلا عن تحسين عملية استغلال الهواء في دفع السيارة إلى الأسفل ( Downforce ) بمقدار 10%، وهو ما يعزّز ثباتها على السرعات المرتفعة وفى المنعطفات، أيضا تمت إعادة تصميم القطع الايروديناميكية المساعدة في الصادم الأمامي، وإعادة تصميم فتحات التهوية، بما يسمح بمزيد من الثبات للسيارة، وبمرور كمية أكبر من الهواء إلى مبردات المحرك وأقراص الفرامل.
EmoticonEmoticon